كان الآصفي مصداقا حياً لقوله عليه السلام (ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد) وكأن الآصفي لم يكتف بالورع والاجتهاد والعفة والسداد فذهب يريد يقتدي بإمامه فيرضى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه.
والآصفي فوق هذا كان دوما مدرسة في التواضع وحسن الخلق، فلم يعهد منه خطل في قول أو فعل، رغم كثرة ما تعرض له من المغرضين والحاسدين والجاهلين. فكان مصداقاً حياً لقوله صلى لله عليه وآله وسلم (ما تواضع أحد لله إلا رفعه)، ولعمري لقد كان يزداد رفعة كلما ازداد تواضعا.
هذه الأمور جعلت من الآصفي قدوة تحتذى حين تعز القدوة أو تغيب، ومثالاً يضرب حين تضرب الأمثال، ولذا بقي حياً في قلوب الدعاة قبل عقولهم، يخاطب وجدانهم وضمائرهم، ويستنهض بسلوكه هممهم ويحيي بعمله أجسادهم وأرواحهم.
رحم الله شيخنا كان البقية الباقية من جيل العظماء وبفقده فقدنا الصدر وفضل الله وفقدنا الفضلي وشمس الدين، وبندبه نندبهم جميعاً، رحم الله الآصفي فقد نكأ برحيله جراحنا وهيج أحزاننا وأقرح جفوننا، فالسلام عليه يوم ولد ويوم توفي ويوم يبعث حياً.
علاقته بلشيخ كاظم الحلفي " رحمه الله" :
حدثني والدي عندما التقى الشيخ الاصفي "رحمه الله" واخبروه اني اخ الشيخ كاظم الحلفي
يقول قام من مكانه وعانقني بقوه وبكى لذكره . كان الشيخ الاصفي رحمه الله ممن عايش حياة الشيخ كاظم الحلفي وله معه احاديث كثيره تتكلم عن الشيخ رحمه الله .